الملخص: ترجمة ازهري مصطفى*
خلال الحفريات الجارية
في شمال السودان، اكتشف علماء آثار بولنديون من معهد علم الآثار والاثنولوجي في
بوزنان، بقايا مستوطنة تشير التقديرات الزمنية الى رجوعها الى اكثر من 70،000 سنة.
هذا الاكتشاف، وفقا للباحثين، يتعارض مع الاعتقاد السابق بان بناء المساكن الدائمة
كان مرتبطا مع ما يسمى بالهجرة الكبرى من أفريقيا واحتلال المناطق الباردة من
أوروبا وآسيا. الموقع المعروف باسم Affad 23 (العفاض 23)، يؤكد قيام
الانسان في نهر النيل السوداني ببناء ما يمكن اعتباره اقدم مساكن دائمة في
التاريخ، ويشير هذا الدليل الجديد إلى مستوى أكثر تقدما بكثير من التطور البشري
والتكيف في أفريقيا خلال العصر الحجري القديم الأوسط.
تحديد موقع "القرية"
تعتبر اكتشافات العفاض فريدة
من نوعها في آثار العصر الحجري القديم الأوسط. حيث تم العثور على عدد قليل من آثار
المباني الخشبية الاقدم من نوعها على الاطلاق ، وتم تحديد حدود القرية بدقة في
حفريات متلاحقة والعثور على المواقع المرتبطة بها مثل موقع ورشة عمل الأدوات الحجرية
، ومساحة لقطع بقايا الحيوانات التي يتم اصطيادها
باستخدام تقنية الأدوات الليفالوازية
وشملت قائمة الحيوانات التي تم اصطيادها الثدييات البرية وافراس النهر
والفيلة والجاموس، وكذلك القرود الصغيرة وفئران القصب (القوارض الكبيرة التي سكنت
الأراضي الرطبة).
وقد تم تحديد الفترة الزمنية التي وجدت فيها هذه القرية باستخدام تقنيات
التأريخ المطلق والتي اثبتت ان مستوطنة العصر
الحجري القديم الأوسط في العفاض سكنت في نهاية الفترة الرطبة، كما يتبين من
البيانات البيئية، بما في ذلك قائمة من أنواع الحيوانات التي تم اصطيادها، وهي
ظروف وجدت مرتين على الأقل في ذلك الوقت قبل حوالى 75 آلف سنة مضت ومنذ حوالي 25
آلف سنة مضت. ويعتبر تأكيد هذه الفترة الزمنية من أولويات مشروع الحفريات في
العفاض بقيادة البولندي بيوتر اوسيبنسكي
* الشكر للدكتور احمد حسين على تزويد الموقع بالمعلومات
المصدر: اضغط هنا